شعر: محمد الصحبي
بزغ الصباح ﺑﻨﻮﺭِ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﻏﺸﺖِ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔَ ظلمة سوداءُ
فتفتقتْ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭِ ﺃﺭﻛﺎﻥُ ﺍﻟﺪﺟﻰٰ
ﻭﺳﻌﻰٰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ الفسيحِ ضـياءُ
ﻭﻣﻀﻰٰ ﺍﻟﺴﻼﻡُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔِ ﺻﺎﻓﻴﺎً
ﺗُﺮﻭﻯٰ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻴﺤﺎﺀُ .. ﻭﺍﻟﺠﺮﺩﺍﺀُ
ﺣﺘﻰٰ ﺻﻔﺖْ للكونِ أعظمُ ﺷِﺮﻋَﺔٍ
ﻓﺎﺿﺖْ ﺑﺠﻮﺩِ ﺳﺨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﻧﺤﺎﺀُ
ﺩﺍﻧﺖْ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪُﻧﻴﺎ لربٍ ﻭﺍﺣﺪ ٍ
ﻭﻟﻌﺪﻟﻬﺎ ﺃﺻﻐﻰٰ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀُ
ﻭﻟﻨﻮﺭِﻫﺎ .. ﻭﻟﻴﺴﺮِﻫﺎ .. ﻭﻟﺤُﺒِّﻬﺎ
ﺿﺤَّﻰٰ ﺧﻴﺎﺭُ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﻭﺍﻟﺸـﻬﺪﺍﺀُ
ﺍﻟﻠﻪ ُ ﻫﻴَّﺄﻫﺎ .. ﻭﺃﻧﺰﻝَ ﻗﻮﻟَﻪُ
ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﻗﺼَّﺮَ ﺩﻭﻧﻪ ﺍﻟﻔﺼﺤﺎﺀُ
ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﺃﻥْ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﻟﻮ ﺳﻮﺭﺓً
ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪِ ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ﺟُﻬﻼﺀُ
ﻳﺎ ﺳﻴِّﺪَ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦِ .. يا ﻧﺒﻊَ ﺍﻟﻬﺪﻯٰ
ﻳﺎ ﺧﻴﺮَ ﻣﻦ ﺳَﻌُﺪﺕْ ﺑﻪِ ﺍﻷﺭﺟﺎﺀُ
ﻭﺣﻲُ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ ﺇﻟﻴﻚَ ﺟﺪَّﺩَ ﻋﻬﺪَهُ
ﻭﺇﻟﻴﻚَ ينشدُ ﻧﻮﺭَﻙ ﺍﻟﺤُﻨﻔﺎﺀُ
ﻭﺣِﺮﺍﺀُ ﻳﺸﻬﺪُ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝُ جميعُها
ﻭﺍﻟﺮﻛﻦُ ﻭﺍﻟﻌَﺮَﺻَﺎﺕُ ﻭﺍﻟﺒﻄﺤﺎﺀُ
ﺷﻬﺪﻭﺍ جميعاً ﺃﻥَّ ﺃﺣﻤﺪَ ﻣﺮﺳﻞٌ
بالحقِ .. ﻣﻦ ﺭﺏٍ ﻟﻪ العلياءُ
ﺳﺒﺤﺎﻥَ ﻣﻦ ﻧﻄﻖَ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩُ ﺑﺄﻣﺮﻩ
ﻭﺗﺤﻘﻘﺖْ ﻓﻲ ﺻُﻨﻌﻪِ ﺍﻵﻻﺀُ
ﻭﺃﺗﻰٰ بخيرِ الخلق ِطُرَّﺍً مُنقذاً
ﺇﺫْ ﻛﺎﻧﺖِ الشحناءُ والبغضاءُ
فتبدلتْ ﻛﻞُّ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡِ محبةً
وصفتْ ﺑﻬﺎ الدنيا ﻭﺣﻞَّ ﺇﺧﺎﺀُ
ﻭﺭﺳﺖْ ﺩﻋﺎﺋﻢُ ﺃُﻣَّﺔٍ ﻣﺪﻧﻴﺔ ٍ
ﺍﻟﻜﻮﻥُ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭِﻫﺎ وضَّاءُ
ﻳﺎ سيّدَ الثقلين ِ ؛ ﺷﻌﺮﻱ ﻭﺍﺟﻢٌ
ﻓﺄﻣﺎﻡَ ﺫِﻛﺮِﻙَ يعحزُ البلغاءُ
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝُ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﺴﺞُ ﺃﺣﺮﻓﻲ ؟!
ﻓﺎﻟﻤﺪﺡُ ﺃﻧﺖَ .. ﻭﺃﺣﺮﻓﻲ ﺃﺷﻼﺀُ
يكفيكَ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮِ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ِتمجُّداً
ﻭﺍﻟﺬﻛﺮُ ﻣﺤﻔﻮﻇٌ ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎﺀُ
ﺃﺛﻨﻰٰ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪُ ﻓﻮﻕَ ﺳﻤﺎﺋﻪِ
ﻓﻲ ﻏﻴﺮِ ﻣﺎ ﺁﻱ ٍ .. ﻓﺠﻞَّ ﺛﻨﺎﺀُ
ﻗﺪ كنتَ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻪ متمثلاً
تمضي ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ حيثُ يشاءُ
ﻭﺩﻋﻮﺕَ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺪﻯٰ
ﺣﺘﻰٰ تقلَّدَ ﺃﻣﺮَﻙَ ﺍﻟﺴُﻌﺪﺍﺀُ
ورسمتَ منهاجاً .. وسُنةَ مرسلٍ
هيَ وجهةُ الركبانِ .. أنَّىٰ شـاءوا
كي يبلغوا الجناتِ في الأخرىٰ وقد
رضي الذي خضعتْ له الأشياءُ
وأحلَّهم دارَ المُقامة .. منزلاً
فيه الخلودُ تَحفهُ النَّعمَاءُ
يا سيِّدَ الثقلينِ هذا بعضُ ما
فطنت إليه قصيدتي العصماءُ
وبداخلي فيضٌ لحُبٍ غامرٍ
لم يستطعْ إيضاحَهُ الإنشاءُ
سكن الفؤادَ .. وجاد فيه بنوره
فتبددتْ بضيائه الظلماءُ
هذا نشيد الروح .. من قلبي بدا
فرحت به .. وتغنَّتِ الأعضاءُ
ﺻﻠﻰٰ عليك ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ خير ﺍﻟﻮﺭﻯٰ
ﻳﺎ رحمةً يهفو لها ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺀُ