العزلة | مَأوى الحائرِ التَّعِبِ!

 



مَأوى الحائرِ التَّعِبِ!


شعر: أبوطالب الشقيفي



الصمتُ والليلُ والشطآنُ والكتبُ
أشياء يأوي إليها الحائرُ التعِبُ

مِن حَظِّنَا أنَّ في الآفاق ناحيةً
إذا سئمنا إليها يمكن الهَرَبُ

مبعثَرون على شتّى الدروب وما
على الدروب إذا لم نمشِها عَتَبُ

كم انتظرنا أناسًا كي نسايرَهُم
حتى سألنا فقيل القومُ قد ذهبوا!

فعش لنفسك بعضَ الوقت مبتعدًا
عمن رأوك طَوالَ الوقت تقتربُ

لو يَنزلُ البدرُ سمّاه الورى حجرًا
وعاد بالتُّرْبِ لا بالسُّحْبِ يَحتجبُ

واكسر قوانينَكَ اللاتي شقيت بها
واقطع رجاءك ممن عشت ترتقبُ

لقد هرمنا وما تدري سذاجتُنا
أنّ الأماني من الأيامِ تُغتَصَبُ!

ما لُذتُ بالوهم إلا عدتُ مبتسمًا
لا زلتَ تصدقني يا أيها الكذبُ!

بعضُ الذنوبِ إذا تُبنا نعاودها
كأننا نرتضيها حين تُرتَكَبُ

قل للعناقيد في الكاسات قد عُصِرت
هل كان يدري بما ننوي له العنبُ؟!

قالوا عن الليل أنّ الجنّ تسكنه
يا كذبةً صدّقوها حينما كذبوا

إن راقك الصبحُ في إشراقه فلكم
في الضاحكين مُعَنّى الروحِ مكتئبُ

كم قد رأينا صباحًا من غدا ولهُ
وجهٌ يكاد من التقطيب يُحْتَطَبُ

ما أجمل الصمتَ إلا من ضمائرنا
وأقبحَ القولَ إلا ما له سببُ

عدوى الكلام تصيبُ الفارغين بها
حتى يكونَ عليهم واجبًا يجبُ

قد يصمت المرء لكن لن يزالَ به
من أهبةِ القول وجهٌ كله صخبُ!

لذاك عش واحدًا وارحل بغير هدى
هداك حيث الهوى والصمتُ والكتبُ!

**

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم