غنيُّونَ أحلامًا!


شعر: أبوطالب الشقيفي
 

غنيُّونَ أحلامًا ولكنَّنا جَوْعَى

حَيَارى بوصفَيْنَا ! بأيِّهما نُدْعَى ؟!

نحبُّ الغِنَى لكنَّ أوجُهَنَا بها
دليلٌ ينافي ما سنُدْعَى به قَطْعَا

وحيدٌ وأحلامي، أقطِّعها على
مقاسِ احتياجاتي، وأسجعُها سَجْعا

إذا ما أتَتْ كَرْهًا أمانيكَ فانتظرْ
طويلًا طويلًا لن تجيءَ بها طَوْعَا !

وتلك المُنَى وهمٌ لذيذٌ أعيشُهُ
أحلِّقُ أرضًا حين تُوهِمُنِي رَفْعَا

وسِرُّ احتِفائي بالسماواتِ أنَّها
ترى كل أخطائي وتَتْرُكُنِي أَرْعَى !

تَمُرُّ بيَ الذكرى التي لا أريدُهَا
فَأَدفعُ ذِهْنِي أيَّ ناحيةٍ دَفْعَا

وأصرخُ أصواتًا أنا لا أُبِينُهَا
ولكنَّها أشياء من مُعْجَمِ الصَّرْعَى !

وما لي إذا غادرتُ هَمِّي للحظةٍ
تقولُ ليَ الدنيا: إلى هَمِّكَ الرُّجْعَى !

عجيبٌ تَعَاطِينَا الهُمُومَ أمَا لنا
سِواها طعامٌ، أو سِوَى أرضِهَا مَرْعَى ؟!

أُجَاذِبُ في نفسي السُّرُورَ فَيَسْتَحِي
ولو أنني جاذبتُ هَمِّي أتى يسعى !

فَتًى في سبيل الوصلِ أنْهَكَ نَفْسَهُ
وأُنْهِكَتِ الأبوابُ مِنْ كَفِّهِ قَرْعَا

فأيُّ زَمَانٍ لا يُذَكِّرُهُ الأسَى
وأيُّ مكانٍ لا يَضِيقُ بِهِ ذَرْعَا ؟!

أقول لسلمى أنَّهُ حانَ موسمي
نَضِجْتُ اشتياقًا فاحصدي وَصْلَنَا زَرْعَا

وليسَ الذي أخشاهُ أن يَجْحَدَ الثرى
بذوري ولكنْ قد سَقَيْتُ الثَّرَى دَمْعَا !

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم