بين الخزامى والشموخ





شعر: أبوطالب الشقيفي


لَنَا فَرْحَةٌ يَشْتَدُّ مِنْهَا هُيَامُنَا
فَيَقْشَعَ أَسْتَارَ الظَّلَامِ ابْتِسَامُنَا

فَيَا وَطَنِي أَيَّامُنَا لَكَ كُلُّهَا
فَمِنْ مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَدْ صِيغَ عَامُنَا

نَبُثُّ تَفَاصِيلَ الْغَرَامِ وَنَنْتَشِي
بِأَلْحَانِنَا حَتَّى يَفِيضَ غَرَامُنَا

بِعَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَرْضُ ضُمَّتْ لِبَعْضِهَا
فَلَاقَى خُزَامَانَا بِشَوْقٍ ثُمَامُنَا

يُسَمُّونَنَا بَدْوًا وَهَلْ تِلْكَ سُبَّةٌ؟
وَمَاذَا إِذَا بِالْأَصْلِ كَانَ الْتِزَامُنَا؟!

صَحِيحٌ قِطَارَاتُ الرَّيَاضِ قَوَافِلِي
وَأَبْرَاجُنَا فِي الْجَوِّ تِلْكَ خِيَامُنَا

وَسَيِّدُنَا سَلْمَانُ شَيْخٌ مُعَظَّمٌ
يَكُونُ إِلَيْهِ فِي النِّزَاعِ احْتِكَامُنَا

مُحَمَّدُ يَا ابْنَ الْمُلْكِ أَفْعَالُكَ انْبَرَتْ
تُحَقِّقُ مَا قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى مُنَى

وَمُنْذُ بِدَايَاتِ السُّعُودِيِّ وَالْوَرَى
يَزِيدُ لَدَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ مَقَامُنَا

فَبَلَّغَنَا أَعْلَى مَقَامٍ مُحَمَّدٌ
فَحُقَّ عَلَى كُلِّ الْأَنَامِ احْتِرَامُنَا

فَلَوْ أَنَّ أَطْيَارَ السَّمَاءِ تَكَلَّمَتْ
لَقَالَتْ لَهُ قُدْنَا فَأَنْتَ إِمَامُنَا

رَأَيْتُ اخْضِرَارَ الْأَرْضِ يَعْشَقُ مَوْطِنِي
فَمَنْ كَانَ يَسْقِي الرَّوْضَ إِلَّا غَمَامُنَا؟

وَكَمْ بَلَدٍ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ قَدْ
بَكَاهُ بِصِدْقٍ -حِينَ مَاتَ- حَمَامُنَا

فَسَائِلْ حَبِيبَ اللَّهِ كَيْفَ نُحِبُّهُ
وَسَائِلْ عَدُوَّ اللَّهِ كَيْفَ انْتِقَامُنَا

وَنَحْنُ دُعَاةُ النُّورِ فِي كُلِّ عَتْمَةٍ
يَكَادُ يُضِيءُ الْكَوْنَ حَتَّى ظَلَامُنَا!

وَنَحْنُ دُعَاةُ الْحَقِّ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ
لأَنَّ سَلَامَ الْعَالَمِينَ اهْتِمَامُنَا

كِرَامٌ أُبَاةٌ عَاقِلُونَ أَحِبَّةٌ
دُعَاةُ سَلَامٍ كُلُّ ذَاكَ نِظَامُنَا

يَزِيدُ كَلَامُ النَّاسِ إِنْ قَلَّ فِعْلُهُمْ
وَأَفْعَالُنَا زَادَتْ وَقَلَّ كَلَامُنَا

لَنَا وَطَنٌ أَرْجَاؤُهُ قَدْ تَبَارَكَتْ
فَلَمْ يَزْدَدِ الْحُسَّادُ إِلَّا تَطَامُنَا

عَزِيرٌ عَلَيْهِمْ لَنْ يَنَالُوهُ بِالْأَذَى
حَرَامٌ عَلَيْهِمْ حِلُّنَا وَحَرَامُنَا

نَدُومُ أَمَانًا لَنْ يُفَرَّقَ شَمْلُنَا
وَنَحْنُ بِحَبْلِ اللَّهِ كَانَ اعْتِصَامُنَا

#أبوطالب_بن_محمد

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم