"أَتَعرِفُ رَسْمًا" - عبد العزيز العزاوي






أَتَعرِفُ رَسْمًا بِاللِّوَى فَالسَّباسِبِ
عَفَتْهُ الرِّياحُ غَيْرَ سُفْعٍ ذَواهِبِ


فأَمْسَى وقَلْبُ الصَّبِّ مِنهُ مُقَسَّمٌ
وعَيناهُ جادَتْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ


عَلى الرَّبْعِ لا كالرَّبْعِ مَنظَرُ ناظِرٍ
بِهِ كُلُّ ذِئْبٍ غادِرٍ مُتَغاضِبِ


وقَدْ كانَ رَبْعٌ مِنْ هُنَيْدَةَ لائِحًا
فأَمْسَى لَدَى الرَّائِينَ غَيْرَ مُقارِبِ


فَيا خِلَّ قَلْبِي قَدْ أَتَيْتَ عَجائِبًا
وقَطْعُكَ وَصْلي فاقَ كُل العَجائِبِ


أَعدْلا أَبِيتُ اللَّيْلَ مِثْلَ مُحارِبٍ
وأَنْتَ تَبِيت اللَّيْلَ غَيْرَ مُحارِبِ


أَعدْلا تُرَدِّينِي الخُطوبُ وكَرْبُها
وخَلِّي لَهُ في العَيْشِ رَغْبَةَ راغِبِ


وما كُنْتَ جَوّادًا عَلَيَّ بِنِعْمَةٍ
وتَبْذُلُ ما شِئْتَ الطِّلابَ لِطالِبِ


إذا ما رَآنِي فاقِدُ العَقْلِ هَمَّهُ
أُمورِي وأَحْوالي وبَعْضُ عَجائِبِي


خَلِيلَيَّ لا الصَّبْرُ الجَميلُ بَنافِعٍ
ولا اليَأْسُ بَعْدَ اليَوْمِ فيهِ مآرِبِي


فلا تَيْأَسا مِنِّي فبَعْضُ صَبابَتي
تَنوءُ برَضْوَى إذْ تحَزُّ تَرائِبِي

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم